شبكة المدى/ متابعات دولية:
كشفت وثيقة أمريكية مسربة لقطر عبر سفارتها بواشنطن كانت مرسلة إلى وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني بتاريخ 26 أكتوبر عن دعم نائب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد لشخصيات بارزة في تنظيم القاعدة في اليمن.
كشفت وثيقة أمريكية مسربة لقطر عبر سفارتها بواشنطن كانت مرسلة إلى وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني بتاريخ 26 أكتوبر عن دعم نائب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد لشخصيات بارزة في تنظيم القاعدة في اليمن.
وبحسب الوثيقة المسرّبة، فإنّ نائب وزير الخزانة الأميركية لشؤون الإرهاب قال إنّ الأمير السعودي محمد بن سلمان وولي عهد أبو ظبي بن زايد كانا على تواصل دائم باليمنيَّيْن «علي أبكر الحسن» و«عبدالله فيصل الأهدل» المدرجَيْن ضمن قائمة العقوبات الأميركية لعلاقتهما الوثيقة بتنظيم القاعدة.
وورد في الوثيقة معلومات تفصيلية عن نشاطات القائدَيْن في تنظيم القاعدة، إضافة إلى التمويل المباشر الذي قدّمه رئيس الاستخبارات السعودية خالد بن علي بن عبدالله الحميدان لعلي أبكر لشراء عتاد وتقديمه إلى عناصر توالي تنظيم الدولة.
وجاءت هذه الوثيقة الأميركية المسرّبة من السفارة القطرية في واشنطن والاتفاق الأخير بين البلدين ليكتبا بداية نهاية «العنترية الخليجية المصرية» التي انطلقت منذ الخامس من يونيو الماضي؛ حيث اعتبر مراقبون أن التفاهم الأميركي القطري يعني تغيّر مسار الحصار.
مخاوف ولي العهد
وأعرب نائب الوزير الأميركي عن قلقه من أن يقوم «بن سلمان» بأعمال مع تنظيم القاعدة والجماعات المتطرّفة الأخرى من دون التنسيق مع واشنطن، كما عبّر عن استياء بلاده بشأن تمدد«القاعدة» وتوسعها في اليمن والدول المجاورة.
تعاون وتفاهم قطري أميركي
فيما وقعت الولايات المتحدة وقطر اتفاقًا لمحاربة الإرهاب وتمويله أثناء زيارة وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون إلى الدوحة، التي قال فيها -من قبل- إن قطر اتخذت مواقف «مسؤولة جدا» في خلافها مع جيرانها.
وتعرضت قطر إلى عزلة اقتصادية من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، بعدما اتهموها وهي بـ«دعم الإرهاب والتقارب المفرط مع إيران».
وينفي القطريون هذه الادعاءات، قائلين إن المقاطعة محاولة للتحكم في سياستها الخارجية المحايدة.
ومن المتوقع أن يلتقي تيلرسون بوزراء خارجية الدول الأربع اليوم الأربعاء.
وقال ريكس تيلرسون إن مواقف قطر إزاء جيرانها في الخليج واضحة وعقلانية، وإنه«على ثقة بإمكانية الوصول إلى حل للأزمة».
تغير المسار
واعتبرت الدكتورة عالية المهدي، أستاذ العلوم الاقتصادية والسياسية، أن زيارة وزير الخارجية الأميركي إلى قطر تعني تغير مسار الحصار والبدء في إعادة مراكب الخليج إلى شواطئ بلادها مرة أخرى.
وأضافت، في تصريح لـ«رصد»، أن «الاتفاقية الأميركية القطرية رسالة إلى دول الحصار بالتوقف الفوري عن اجراءاته؛ لأنها لن تثمر عن جديد، وهو ما شجّع قطر على استبدال درع الدفاع بتوجيه الهجوم وإعطاء دول الحصار مهلة لإنهاء اجراءات الحصار والمقاطعة».
وقالت «عالية» إن الرسالة المسربة جاءت بالتزامن مع زيارة وزير الخارجية الأميركي؛ ما يؤكّد أن هناك اتفاقًا على ذلك لوضع السعودية في موقف محرج أمام إدارة ترامب، التي بدأت تنحاز إلى قطر؛ إن لم تكن انحازت بالفعل.
محطات الحصار
وقالت الدول الأربع المقاطعة لقطر إن المطالب التي قدمتها إليها تدور في إطار الوفاء بتعهداتها والتزاماتها السابقة وفقًا لاتفاق الرياض عام 2013.
وجاء إعلان هذه الدول في بيان مشترك أعقب نشر شبكة «سي إن إن الأميركية» وثائق شملت «اتفاق الرياض 2013» وآليته التنفيذية واتفاق الرياض التكميلي 2014.
وقال البيان إن هذه الوثائق تؤكد «بما لا يدع مجالًا للشك تهرّب قطر من الوفاء بالتزاماتها ونكثها الكامل لما تعهدت به».
في هذه الأثناء، ناشدت الكويت والولايات المتحدة وبريطانيا الدول الأربع المقاطعة لتسارع في احتواء الأزمة بينهم عبر الحوار.
إرسال تعليق