توافق أمريكي روسي سعودي على عودة وتولي العميد «أحمد علي عبد الله صالح» زمام الامور في البلاد, وتنسيق حوثي سعودي .....

شبكة المدى/متابعات يمنية دولية:
ساهم التسريب الأخير لبريد يوسف العتيبة سفير أبوظبي في واشنطن الذي تضمن معلومات خطيرة في كشف تقارير صحفية غربية عن صفقة بين النظامين الإماراتي والسعودي.
وتضمن هذا التسريب الذي نشرته شبكة المدى الايام الماضية القليلة معلومات مهمة مفادها أن بن سلمان اعترف للسفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل، مارتن إنديك، بأنه يريد الخروج من اليمن بعدما تورطت السعودية في حرب بلا أفق واضحة لمدة عامين هناك، ملمحا إلى قبوله تقاربا سعوديا – إيرانيا طالما تم ذلك بأهداف واضحة، في إشارة إلى رغبة ولي العهد السعودي في حلحلة الأوضاع الإقليمية بحلول وسط مع طهران عبر توسط أمريكي.
وتعليقآ على هذه التقارير أكد مراقبون ومتابعون للشأن اليمني والخليجي والدولي بشأن اليمن لشبكة المدى أن السعودية تدرس تأمين خروج آمن من المستنقع اليمني في ضوء مصالح إماراتية باتت واضحة للمراقبين، خصوصا بعد سيطرة أبوظبي الفعلية على عدد من الجزر اليمنية على البحر الأحمر، وهيمنتها الاقتصادية على عدد من المناطق ذات التأثير السياسي الفعال، خاصة في الجنوب اليمني، بما في ذلك مدينة عدن "العاصمة المؤقتة لحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي".
بن زايد وهادي
:
وأتهم الرئيس هادي الذي يقيم في السعودية محمد بن زايد، بالتعامل مع بلاده بمنطق "المحتل"، بما يدفع في اتجاه استئثار أبوظبي بغنيمة الحرب، عبر السيطرة على الجنوب اليمني، واستقرار الهيمنة الحوثية على شماله، بدعم إيراني، وخروج الرياض "بلا حمص"، بحسب التعبير الدارج شعبيا، وبالتالي سيكون هذا السيناريو كارثيا للسعودية، وفقا لرؤية العديد من أمراء آل سعود المعارضين لبن سلمان، لكن المؤشرات تشي بأن ولي عهد المملكة، وحاكمها الفعلي، على استعداد لقبوله إذا حصل على خروج آمن من متوالية الخسائر السياسية والاقتصادية التي تكبدها هذه الجبهة لبلاده يوميا.
تخطيط أماراتي لعودة نظام صالح
:
من جانب يمني آخر, كشف مصدر سياسي يمني مهم للشبكة عن تفاصيل مساعي إماراتية تجري مع الرئيس اليمني الأسبق «علي عبدالله صالح»، ونجله للعودة إلى السلطة من بوابة الحل السياسي للصراع في البلاد وتجاوب صالح مع الإمارات بعد الرغبة لعودته للحكم.
وقال المصدر أن هذه المساعي الإماراتية بدأت بإعادة ترتيب صفوف حزب المؤتمر المنقسم بين مؤيدين ومعارضين للرئيس عبدربه منصور هادي ولصالح في آن واحد».
وأضاف «أن النشاط الصاخب لصالح في الأسابيع الماضية، وعقده لقاءات مع القطاعات التنظيمية لقيادات حزب المؤتمر، يأتي اتساقا مع الترتيبات والمساعي الإماراتية لحل سياسي يقود لانتخابات في البلاد».
وأشار إلى أن مسار المخطط الإماراتي يحمل مؤشرات «أمل جديد يكاد ينتظره الشعب اليمني» مغلف بتسوية سياسية.
وأوضح أن حكومة أبوظبي فتحت قنوات تواصل مع المحيط السياسي للرئيس «هادي»، وبهدف اختراقه واستقطاب قادة سياسيين في حزب المؤتمر انشقوا عن «صالح»، وأيدته.
تحركات مؤتمرية
:

وبالتزامن مع النشاط الحزبي لـ«صالح»؛ جرت تحركات لقيادات مؤتمرية في دول خارجية، منها أمريكا بدعم من أبو ظبي، الذي جاء كمحصلة للاتصالات السرية وغير المعلنة بين الرجل وأعضاء من الكونغرس بتنسيق إماراتي.
ويعد نجل صالح، العميد «أحمد»، القائد والمؤسس الفعلي لقوات الحرس الجمهوري،  طبقا للمصدر المرشح الأبرز لخلافة والده في قيادة الحزب، وفق الرؤية والمخطط الإماراتي الذي يستبعد «هادي» من حزب المؤتمر الذي يشغل فيه منصبي الأمين العام، ونائب رئيس حزب المؤتمر، ولا يعترف بالقرار الذي اتخذه «صالح» وجناحه بإعفائه من هذين الموقعين.
إقناع السعودية
:
وكشف المصدر ذاته للمدى عن لقاء عقد بالعاصمة الإماراتية أبوظبي بين مسؤولين سعوديين وإماراتيين، وحضره العميد أحمد علي عبدالله صالح، قبل أشهر.
وأشار  إلى أن الإمارات - التي باتت تحتل جنوب اليمن وثرواته وتهيمن على سيادة الوطن هناك - تحاول إقناع السعودية بخطتها السياسية في شمال اليمن، التي تقضي بالعودة إلى صالح و«إعادة  نظامه وتنظيم كيانه السياسي»، بما يضمن فك ارتباطه مع جماعة الحوثيين، وعدم صعود حزب الإصلاح اليمني.
ورقة الإمارات الرابحة
:

لكن المصدر قال إن العميد «أحمد علي عبدالله صالح» يمثل الورقة الرابحة للإمارات في شمال اليمن، وحان الوقت للعب بها ورميها للميدان وفي اوساط الشعب اليمني الذي يحظى بإحترام وإعجاب بشخصيته الكاريزمية والذي يتوقع اليمنيين توليه زمام الأمور لحكم البلاد فغالبية الشعب تأمل كثيرآ فيه حال تولى زمام الحكم.
توافق سعودي وأمريكي وروسي
:
ونقل موقع بريطاني عن «أنور قرقاش» وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، إن بلاده اقترحت على السعودية وأمريكا وروسيا عودة السفير اليمني السابق في الإمارات «أحمد علي عبد الله صالح» إلى اليمن.
وقال «اقترحنا على أصدقائنا في السعودية والولايات المتحدة وروسيا إتاحة الفرصة لعودة السفير اليمني السابق في الإمارات أحمد علي عبد الله صالح إلى بلاده من أجل القيام بدور أكثر فاعلية في هذا الموضوع، لأن وجوده في الإمارات لا يفيد بأي شيء»، بحسب ما نقل عنه موقع liberty fighters) في 23 مايو/أيار الماضي. (طالع المزيد)
وكانت مصادر ذكرت أن الإمارات قامت برفع الإقامة الجبرية عن نجل «صالح»، وسمحت له بالسفر إلى السويد، لكن مصادر مقربة من حزب «صالح» نفت الأخبار التي ترددت حول الأمر.
وأدرجت الأمم المتحدة في قرارها 2216 في أبريل/نيسان 2015، أحمد صالح، برفقة زعيم الحوثيين «عبد الملك الحوثي»، ضمن المشمولين بالعقوبات لأنشطتهم ضد التسوية السياسية، وتقويض سلطة الرئيس عبد ربه هادي، وطالبت بتجميد أرصدتهم ومنعهم من السفر.

أدوار
الإمارات
:
وتفاقمت الخلافات بين الرئيس «هادي»، وبين أبوظبي من جهة، ومن ناحية أخرى بين الأخيرة والمملكة العربية السعودية في الملف اليمني، وذلك بعد قرارات «هادي» في أواخر أبريل/نيسان الماضي المتضمنة إقالة محافظ عدن «عيدروس الزبيدي» المقرب من دولة الإمارات والمحسوب عليها، وإقالة الشيخ «هاني بن بريك» من منصبه كوزير دولة، وإحالته إلى التحقيق بتهم عديدة من بينها التمرد السياسي والتورط في قضايا فساد.
والدور الإماراتي في اليمن منذ اندلاع الحرب قبل نحو عامين، واضح للجميع والذي باتت تحتل جنوب اليمن وثرواته وتهيمن على سيادة وأمن الوطن هناك.
حيث تدعم الحراك الجنوبي المطالب بانفصال جنوب اليمن عن شماله، كما أنها ترفض وجود أي دور لحزب التجمع اليمني للإصلاح في المشهد السياسي بالبلاد وربما في أي مشهد باليمن، علاوة على ذلك فإن دورها في أزمة ما يسمى بـ«المجلس الانتقالي الجنوبي» واضح للعيان، حيث تدعم الشخصيات التي أعلنت تشكيل هذا المجلس في 11 من الشهر الماضي، في خطوة تمهد لانفصال الجنوب.
ويتهم مقربون من «هادي»، الإمارات التي تهيمن عسكريا على جنوب اليمن بتقليب أهل الجنوب على الشرعية، ودعم حركات انفصالية، والعمل على إفشال الرئيس الشرعي، وهو ما تنفيه أبوظبي التي تتهم «هادي» بتفضيل دعم حزب «التجمع اليمني للإصلاح»، الجناح السياسي لـ«جماعة الإخوان المسلمين» في اليمن.
كما نجحت الإمارات، في السيطرة على حلفائها في الجنوب، لتعطيل بعض الخدمات أثناء وجود «هادي» في عدن، لخلط الأوراق وإظهار الحكومة بمظهر العاجز عن تقديم الخدمات.
تنسيق حوثي سعودي
:
وكشف المصدر ان الحوثي بالمقابل بات يحاول إجراء تنسيقات أولية مع العدو الخصم لليمن المملكة السعودية للتحالف معها ضد الإمارات في جنوب اليمن وضد صالح في الشمال مقابل تحقيق أهدافها في اليمن ككل.

واكد المصدر أن التنسيق الحوثي مع السعودية يتم عن طريق بن متعب الذي يمول الحوثي بالمال منذ فترة طويلة قبل سيطرة جماعته على البلاد.
 
Top