احساساً بمهام المسؤلية المناطة، ووفقاً لتناغم وانسجام وحس وطني ثنائي نادر بينهما أستخدما سياسة "إصلاحات وواجبات علينا جميعاً القيام بها دون قيد أو شرط"  ………… 

شبكة المدى/ صنعاء - حقوق وحريات - أبو نوح خالد:
شهدت إصلاحية السجن المركزي بالعاصمة صنعاء مؤخزةراً تحولاً إصلاحياً شاملاً في مختلف الجوانب بل ومذهلاً في مجال انساني لم تقم به المؤسسات والمنظمات المزعومة بالأعمال الخيرية تجاه من أصابهم الجوع والمجاعة من المواطنين.
وبدأ هذا التحول منذ بضعة أشهر من هذا العام، والمتمثل في إعادة صياغة إدارة وتأهيل نزلاء السجن واعمال إصلاحية أهمها تفتيش وتحريك  قضاياء السجناء وخصوصاً ممن قضوا سنوات أعمارهم خلف قضبان هذا السجن واستعراضها على القضاء للقيام بدوره.
وأستطلعت شبكة المدى مؤخراً ما لمسته تحسناً وتطوراً وتحولاً شاملاً لم يكن في الحسبان "أمنياً وإدارياً وحقوقياً وقضائياً وصحياً بل وخيرياً".
ففي الجانب الأمني المتمثل في الحماية والحراسة والتفتيش الذي كان في السابق هش مما كان ينتج ذلك فوضى وشغب بين السجناء وادخال أدوات خطيرة لهم مثل السلاح والهواتف وغيرة عن طريق أشخاص وعاملين في السجن وباستمرار، وكذا من خلال السماح للجميع بالدخول والزيارات العشوائية للسجناء دون تنظيم وتفتيش.
وإدارياً قامت إدارة السجن ممثلة بالعميد عبد الفتاح الديلمي مدير عام الاصلاحية والتاهيل المركزي للسجن بالأمانة ومعه الذراع الأيمن عادل رزق الدين أبو عمار نائب المدير والمشرف على الإصلاحية بإعادة صياغة وبرمجة إدارة السجن بخطوات وإجراءات إصلاحية كشفت أخطاء سابقة وأخرى كانت منظمة من قبل ممن يتولون دور المشرفين السابقين على السجن.
وشملت هذه الإجراءات مختلف الجوانب منها تنظيم جوانب الزيارات والتفتيش الدقيق والحماية الصحيحة والزام المشرفين التابعين لأنصار الله "الحوثيين" بتنفيذ كل الإجراءات النظامية والقانونية والأمنية والتي حدت من ممارساتهم المخالفات السابقة.
وجرت هذه الإجراء والخطوات الفريدة بتنسيق ثنائي وتناغم وطني وانسجام إداري متفاهم نحو المسؤلية الوطنية بصورة غير مسبوقة بين مدير الإصلاحية العميد الديلمي وبين نائبة الممثل لأنصار الله في الإصلاحية العقيد عادل رزق الدين.
وحقوقياً، وفقاً لمدير الإصلاحية العميد عبد الفتاح الديلمي أن إدارته ركزت بمقابل الجانب الأمني الإهتمام بحقوق السجناء وأفراد الأمن فيما يتعلق بحقوق الغذاء والصحة وغير ذلك، "إلا أن جانب الغذاء لا زال يشكل أبرز شكاوي السجناء" وهو الغذاء المعتمد لهم من منظمات خيرية وفاعلي الخير.
وعملت ادارة الإصلاحية على إعداد آلية خاصة بالمساعدات الصحية لضمان وصولها للمستهدفين بها من النزلاء وذلك من قبل المنظمات الخيرية والدولية.
لكن ورغم هذا الإهتمام بهذا الجانب قال بعض السجناء ممن التقت الشبكة بهم أن مستوى الغذاء لم يكن عند رغباتهم ولم يتم ايصال طعامهم من أسرهم..  مشيرين إلى أنهم يظلوا محرومين من اللحوم او الدجاج المخصصة لهم، وفي جانب آخر وهو من زيارات أقاربهم إليهم إلا مرة واحدة خلال الشهر الواحد.

وقضائياً وبعد أن أكتشف المدير الحالي للإصلاحية العميد الديلمي قضاياء ومظلوميات مهملة ومرمية في أدراج القضايا تابعة لسجناء ماكثين خلف قضبان هذا السجن ، قال الديلمي عملنا ونعمل على تفتيشها وتحريكها ورفعها للقضاء للنظر فيها وانصاف المظلومين من السجناء وخصوصاً من المعسرين، حيث وهنا سجناء قضوا اكثر من نصف أعمارهم هنا في السجن ودفعتنا مسؤليتنا كواجب وحس وطني وحقوقي معهم إلى العمل اللازم، وتواصلنا مستمر مع النيابات والمحاكم.

وصحياً وبعد أن أكتشفت إدارة السجن حالات صحية متدهورة وانتشار أوبئة بين السجناء قال مدير عام الإصلاحية العميد الديلمي ركزنا على هذا الجانب واجرينا وباستمرار حتى الآن تواصل مع منظمات الصحة العالمية مثل اليونسيف والصليب وغيرها ولم تقصر بل تلقينا تجاوبها مثمراً في توفير الأدوية الصحية المطلوبة وأدوات أخرى، وعملنا على تمويل عيادة وصيدلية السجن بهذه الأدوية والأدوات الصحية والعلاجية الشاملة لمختلف الأمراض.

وأخيراً في جانب ليس له ارتباط بشؤون السجن لكنه يعد تطوراً امنياً وفي نفس الوقت تحولاً خيرياً لمن تعسرت معيشتهم من المواطنين الساكنين في نفس الحي المحيط بالسجن.
حيث أعتمدت ادارة الاصلاحية ممثلة بالمدير ونائبة صرف مادة الخبز من "الكُدم" التي يتم صناعتها في الفرن التابع للسجن ولعدد كبير وهائل للمعسرين والمحتاجين المرتادين إلى السجن يومياً.
وقال علي العتمي مدير الفرن ان مدير عام الإصلاحية العميد عبد الفتاح الديلمي هو المدير الوحيد الذي عُرف بحسه الوطني فعمل على الحد من تكرار الأخطاء والمخالفات كالتي كانت تحدث في السابق بل وتنتج فوضى وشغب وكان السجن أنذاك سوق شعبي.
وتابع العتمي بقوله:  وبدورنا تلقينا قراراً يلزم الجميع النظام وازالة العشوائية والفوضى، حيث حدد العميد الديلمي مكان آمن ومناسب بعيداً عن عنابر السجناء كما كان الحال سابقاً وذلك لصرف "الكُدم" للمواطنين المحتاجين في هذا المكان وهو الساحة الخارجية أي بعيداً عن مكان الفرن نفسه المجاور لعنابر السجناء.
وقال قائمين آخربن على الفرن: الإصلاحية ولأول مرة شهدت انتظاما وتطورا التزم الجميع العمل به من قبل مدير عام الإصلاحية العميد عبد الفتاح الديلمي وبجواره نائبة العقيد عادل رزق الدين وهو المشرف والممثل الجديد لأنصار الله هنا، واللذان يمكن القول لكم أحدثا انسجاماً وتكيفاً وتناغماً وطنياً بينهما في ترجمة المسؤلية الوطنية وليس إلا نحو خدمة الوطن والمواطن بصورة وطنية يحتذى بها على عكس الخلافات والمماحكات الإدارية التي تخللت بين المدراء السابقين والمشرفين الممثلين لانصار الله.
والجدير ذكره أن السجن المركزي بصنعاء كان يشهد خلال العام الماضي فوضى أمنية كبيرة بين السجناء مثل أعمال شغب وفوضى وباستخدامهم السلاح، وكان كل هذا ناتج عن الإختلالات والخلافات الإدارية المختلف عليها بين إدارات السجن المتعاقبة والمشرفين التابعين لأنصار الله.

وأخيراً وبفعل الحس الوطني بمهام ادارة السجن ورعاية سجناءه والإيمان بحقوقهم وضبط كافة المخالفات السابقة وخطوات أخرى ووفقاً لانسجام إداري بين المدير الحالي الديلمي وممثل انصار الله العقيد عادل رزق وهو نائبة، قال عنها الديلمي هذه الخطوات الإصلاحية هي عليَّ وعلى كل قائم هنا في الإصلاحية كمعنيين بها.
وبهذا أصبح السجن المركزي بصنعاء مؤسسة إصلاحية وخيرية بكل ماتعنيه الكلمة من معنى.
وتشهد الإصلاحية أعمال تأهيلية وترميم وتحديث في هيكلة البنائي من خلال استحداث وبناء مرافق مختلفة وتشجير وتطوير للمظهر داخل السجن تحت متابعة واشراف حثيث ومميز من قبل نائب المدير العقيد عادل رزق.
ملحوظة:
التقرير القادم سيشمل لقاءات شاملة مع عدد من السجناء.. 
 
Top