رغم ما تواجهه إدارتها وكادرها من معاناة وظروف وتحديات لكنها من بين عامة المدارس تؤدي رسالتين …………
شبكة المدى/كتب نوح خالد ورغد عمار:
في الوقت الذي تشهد بلادنا حروباً وحصاراً شاملاً عليها وتدهوراً في مختلف الأوضاع المعيشية لثلاث سنوات عجاف، وكذا إنقطاع مرتبات موظفي وعاملي الدولة..
وفي الوقت الذي تشهد معظم المدارس الحكومية في معظم المحافظات وتحديداً العاصمة صنعاء إضراباً من قبل المعلمين والمعلمات، غير أن هناك جهود تعليمية جبارة تواجه هذه الظروف المعيشية القاهرة بعزيمة وإرادة ذاتية وغير مدفوعة من أي جهة من اجل تعليم الجيل من الأبناء الطلاب والطالبات.
المدرسة الحديثة النموذجية انموذجاً
ويتجلى ذلك وبوضوح في ما تقدمه إحدى هذه المدارس الحكومية بأمانة العاصمة في منطقة شعوب وهي المدرسة الحديثة النموذجية للبنات من رسالة تعليمية بل وتربوية نادرة في خدمة هذا المجتمع الذي مْني بالمجاعة والتدهور الإقتصادي..وتنال المدرسة الحديثة النموذجية الخاصة بالبنات إعجاباً وتقديراً وإحتراماً من الجميع من المختصين ومن المجتمع المحيط بهذا الصرح التعليمي "المدرسة" الذي يتبسم با تقدمه له هذه المدرسة من دور تعليمي وتربوي خلاق بفعل الجهاد التربوي المتمثل بجهود ذاتية يتحملها كادرها التربوي والتعليمي من المعلمات رغم انقطاع مرتباهم التي تمثل مصدر قوت معيشتهم دون مصدر آخر ويتحملون بالمقابل قهر العيش والظروف فقط لأن هذه المدرسة تؤمن برسالة التربية والتعليم.
تحديات وتضحية
مديرة المدرسة الأستاذة نجوى قالت إذا كانت الحرب سلبت مجتمعنا سعادته وأحرمته من عيشه الرغيد والكريم وخلفت المجاعة ونحن جزء من هذا المجتمع فعلينا ان لا نيأس بل نناضل بان نؤدي رسالتنا التعليمية مهما تحملنا عناء المعاناة وعبئ الظروف والإحتياجات الضرورية التي نفتقر لها، لأن النضال تضحية وتضحيتنا رسالتنا نحو جيل متعلم وذلك إيماننا بخدمة المجتمع وكل ذلك بإرادتنا وعزيمتنا وإمكانياتنا الذاتية وليس بإرادة أو دافع من أحد..
شهادة المجتمع وإعتراف الأسرة
بعض أولياء الأمور ممن التقت بهم شبكة المدى في زيارة خاطفة لهذه المدرسة أعترفوا في أحاديثهم بالدور التربوي الآخر الذي تجسده هذه المدرسة بالنيابة عن أسرهم بقولهم:لم تتميز المدرسة الحديثة النموذجية بدورها التعليمي الرائد فقط بل برسالة هي أساساً تعود إلى دور الأسرة عندما يغيب الدور الأسري في جانب "التربية" خصوصا وكونها اي هذه المدرسة مخصصة لتعليم البنات، فإن هذه المدرسة تؤدي رسالة تربوية أسهمت من خلالها في تهذيب الأسرة ذاتها من خلال دفعها للحرص على هذه الشريحة من البنات "طالبات المدرسة" خصوصاً في ظل التطورات التقنية والإلكترونية الحاصلة حالياً.
نعم.. لقد ترجمت إدارة المدرسة الحديثة النموذجية ومعها الكادر النسائي أسمها إلى فعل، فالتعليم فيها برز حديثا من خلال خطوات تطويرية في التعامل مع المنهج وإيصاله في أذهان المتلقين من الطالبات، وبشكل احدث من التعليم الخاص..
المجتمع بين المدرسة والأسرة
وتمثل هذه المدرسة وفقاٍ لأولياء أمور الطلاب والطالبات انموذجاً كما سبق في جانب التهذيب التربوي والأخلاقي وصناعة فكر مستنير لدى الطالبات مستمد من أخلاق ديننا الإسلامي. ويتمنى اولياء أمور الطلاب والطالبات أن تفتح إدارة المدرسة فترة تعليمية أخرى لتعليم أبنائهم من الذكور للمرحلة الثانوية ففيها من الذكور من الصف الأول إلى الثالث ابتدائي وذلك لينال جميع أبنائهم التفوق من هذه المدرسة المخصصة للبنات فقط.
دعم ومساعدة عاجلة لتحقيق الطموحات
أخيراً، إذا كانت هذه المدرسة الحكومية تجسد روعة الرسالة التعليمية بافضل من الشكل المطلوب وكذا دوراً تربوياً تنويرياً يربط بين المدرسة والأسرة في آنٍ واحد نحو مجتمع مسلم متعلم وراقي واخلاقي وحضاري مستنير فهي تواجه عبئاً كبيراً من التحديات وبالتالي تتطلب دعم ومساعدة عاجلة لتلبية احتياجاتها بل لتحقيق الأهداف والطموحات التي تسير بموجبها العملية التعليمية والتربوية ككل.