صَنعاءُ في "البابِ" تُمسِي شِبهَ عارية ٍ… ووَاجِدُ الشَّاي فيها فَاقِدُ "الكُدَمَة" ..
لا تَطرُقِ البَابَ مِثلِي.. إِنّهُ وَطَنٌ … لا شَيءَ يُرضِيهِ إِلّا أَن تُرِيقَ دَمَه ………

شبكة المدى/ شعر: يحيى الحمادي


مِلْ أَيُّها المَاءُ.. واكْبَح سَوْرَةَ الحُطَمَةْ
واغمُر أَخادِيدَ بَحرٍ مِلحُهُ فَطَمَهْ
.
واخلَع عن العُشبِ لَيلًا صار حاجِبَهُ
قد تَحجُبُ الشَّمسَ عَمَّن تَحتَها أَجَمَة
.
لا تَطرُقِ البَابَ مِثلِي.. إِنّهُ وَطَنٌ
لا شَيءَ يُرضِيهِ إِلّا أَن تُرِيقَ دَمَه
.
ولْتَعتَذِرْ عن سَرابي، صِرتَ أَظمَأَ مِن
هذا السَّرابِ، وهذي التُّربةِ النَّهِمَة
.
ما ضَنَّ بالماءِ  يَومًا.. فهو مِن فَمِهِ
يُسَبِّحُ الرَّعدُ، لكنْ ماؤُهُ الْتَقَمَه
.
مَن كان يَدري بِأَنِّي سَوف يَخذلُني
قَلبي، وتَجتاحُ عُمري غُربَةٌ هَرِمَة!
.
.
.
يا شَارِيَ البَرقِ.. عَرِّج صَوبَ حارَتِنا
"يا سَاكِنَ (القاعِ) أَدرِكْ ساكِنَ (اللَّكَمَة)"
.
أَمَّا أَنا فانهِمارِي رِيحُهُ انكَسَرَت
على الشَّبَابِيكِ.. حتى أَظمَأَت دِيَمَه
.
لا أَكتُبُ الشِّعرَ إِلَّا باكِيًا.. فإذا
كَتَبتُهُ غَيرَ باكٍ زَادَنِي عَتَمَة
.
إِن كانَ لِي مِن حَديثٍ فهو عَن ظَمَئِي
لا عَن مُعَاناةِ سَدٍّ فَأرُهُ هَدَمَه
.
قَد يَزعُمُ الناسُ أَنّي غَيرُ مُكتَرِثٍ
رسائلِي في بَرِيدي غيرُ مُستَلَمَة
.
أَو يَزعُمُونَ بأنّي صِرتُ "مُنكَفِئًا"
ويا لَها مِن مَلاذٍ هذه الكَلِمَة
.
لِلناسِ تَكذيبُ قَولٍ لا يُلائِمُهُم
وصَاحِبُ الصَّمتِ يَنفِي عُذرُهُ تُهَمَه
.
ما أَوجَعَ الصَّمتَ عَمَّا لا يُطَاقُ، وما
أَشَدَّ أَوجاعَ صَوتٍ لا يُطِيقُ فَمَه
.
.
.
يا شَارِيَ البَرقِ.. تَرجِمْ ما يَقُولُ لَنا
هذا الجَفَافُ، وهذي الجَوعَةُ الدَّسِمَة
.
لا بُدَّ مِن قَولِ شَيءٍ نَستَطيعُ بهِ
أَن نَجعَلَ الخَوفَ يَعدُو حامِلًا قَدَمَه
.
صَنعاءُ في "البابِ" تُمسِي شِبهَ عاريةٍ
ووَاجِدُ الشَّاي فيها فَاقِدُ "الكُدَمَة"
.
صَنعاءُ أُنثَى.. ولكن لَيستِ امرأَةً
وهُم يَقُولُونَ: أُمٌّ غَيرُ مُحتَرَمَة!
.
أُمُّ الثلاثينَ رَأسًا صارَ يَملِكها
عَبدٌ، وتَهوِي عليها بالسِّيَاطِ أَمَة؟!
.
أَحَطُّ مِن كُلِّ عَبدٍ: مَن يَلُوذُ بهِ
وأَقبَحُ الناسِ ظُلمًا: عاشِقٌ الظَّلَمَة.
 
Top