0


وإذ ندعو رئيس الهيئة العامة للزكاة ومن معه فيها إلى النزول الميداني إلى الشوارع والأحياء والجولات والمطاعم والأسواق والمستشفيات والسجون ليشاهدون ما لا يعلمون، وليدركوا ما يفعلون، وليحسّوا مالا يشعرون!!
الأعداد الهائلة من "فقراء.. متسولين .. مساكين .. مظلومين.. مهمشين.. مرضى .. مجانين.. عفيفين.. وغيرهم أُناس مستضعفين" لم تصلهم أموال الزكاة التي يتفاخرون بها في أعراس جماعية ومناسبات وفعاليات وصور فلاشات وووإلخ.. كما في نص المقال للكاتب …… 


شبكة المدى/ كتابات بقلم حسن الوريث:

قالت صديقتنا العصفورة وصديقنا الصغير عبد الله .. في بلادنا هناك طابور سادس وهذا الطابور هو جيش الفاسدين واللصوص الذين سرعان ما تحولوا وغيروا ثوبهم وارتدوا ثوب النزاهة والشرف ظاهريا من أجل الحفاظ على موافعهم في النظام الجديد بل ان بعضهم وصل إلى مقدمة الصفوف ويتبوأ مناصب قيادية في الكثير من مؤسسات الدولة والأغلبية مازالوا يعملون في الصفوف الخلفية لكن ما يجمعهم أنهم غيروا الشريحة من إلى وهذا ما سمح لهم باستمرار تنفيذ دورهم في عملية ليس تخريب المؤسسات فقط ولكن في إثارة الناس وتعسفهم واحداث بلبلة في الشارع بسبب تصرفاتهم التي ظاهرها الرحمة ولكن باطنها العذاب ..

هناك الكثير من المؤسسات والهيئات والجهات التي يتواجد بها هؤلاء ولاتكاد تخلو اي جهة حكومية وخاصة منهم لكننا سنتحدث هنا عن نموذج واحد لكنك ستجده منتشرا ومتواجدا وحاضرا في كافة الأجهزة وهذا النموذج هو هيئة الزكاة التي كنا استبشرنا خيرا عند الاعلان عن إنشائها بدلا عن ماكانت تسمى مصلحة الواجبات .
وعندما تم إنشاء هيئة الزكاة قلنا أنها هي الصيغة الافضل وفرحنا كثيرا على اعتبار ان عملية جباية أموال الزكاة ستتم بالطريقة الصحيحة وان الأموال ستنفق في مصارفها وابوابها الحقيقية لكن سرعان ما سيطر الطابور السادس على الكثير من مفاصل الهيئة وحولوها إلى سيف مسلط على رقاب التجار وبدلا من أن تنشأ علاقة طيبة بينها وبين دافعي الزكاة صارت العلاقة متوترة بسبب الطرق والآليات التي انتهجها هؤلاء والهدف ليس الحفاظ على أموال الزكاة بل أحداث شرخ بينها وبين التجار والمزارعين وكل دافعي الزكاة حتى الموظف المسكين الذي لم يعد يمتلك حتى راتبه ، إضافة إلى أن عملية صرف أموال الزكاة تتم بطريقة عشوائية ما يجعل تلك المليارات التي يتفاخرون بأنهم انفقوها لم تأت ثمارها ومازال الفقراء يتكاثرون وشرائح كثيرة من مستحقي الزكاة بانتظارها دون أن تأتي إليهم..

نحن لانشكك في نزاهة رئيس الهيئة ولكننا نشكك في كفائته الإدارية وعدم قدرته على إدارة الأمور بالشكل الصحيح وبالتالي فإننا نقول له ان تلك الأموال التي يفتخر بأنه انفقها ذهبت دون أحداث الأثر المطلوب منها فمازالت عبارة عن ملايين تنفق هنا وهناك بدون وعي ويفترض أن تكون لدى الهيئة مشاريع وخطط ورؤى استراتيجية تحدثنا عنها كثيرا لكن ذلك الطابور السادس هو من يفشلها ويجعل من دور هيئة الزكاة ضعيف وضعيف جدا تنفق أموالها في مشاريع صغيرة وقتية وليست استراتيجية كما ان هذا الطابور زاد من توتير العلاقة مع فئة من أهم الفئات الدافعة للزكاة وبدلا من خلق علاقة متميزة حتى يكون التنفيذ لعملية الجبابة تتم بسلاسة وسهولة اوجدوا مواجهة وعداء كبير وماحدث خلال الايام الماضية نموذج والأمر مقصود من قبل من يعملون في الخفاء وغيروا شريحتهم والذين حتى تغلبوا على الناس الطيبين ..

نتمنى ان تصل رسالتنا إلى الجهات العليا ومن يهمه الأمر وان يعملوا على معالجة وضع الهيئة ورسم رؤى مستقبلية وإرساء علاقة طيبة مع التجار ومن يدفعون الزكاة أو الانفاق لأموال الزكاة وفق آليات تؤدي إلى أحداث الأثر منها..

ونحن ندعو رئيس الهيئة العامة للزكاة ومن معه فيها إلى النزول الميداني إلى الشوارع والأحياء والجولات والمطاعم والأسواق والمستشفيات والسجون ليشاهد بأم عينيه الأعداد الهائلة من الفقراء والمتسولين والمساكين الذين لا يجدون قوت يومهم وتلك الفئات المظلومة والمنسية من المرضى في المستشفيات والمجانين في الشوارع والناس الذين لم تصلهم أموال الزكاة التي يتفاخر بها في أعراس جماعية ومناسبات ومثلها ليس لها داعي، كما أنها دعوة له والجهات العليا بأن يتنبهوا لهذا الطابور السادس.!
وللحديث بقية لأنه ذو شجون فالفساد تغلغل ويحتاج إلى جهود للقصاء عليه ونتمنى أن تكون هيئة الزكاة أول من يتنبه له وينتهي منه ..

إرسال تعليق

 
Top