0


ويتسائل رواد مواقع التواصل الاجتماعي المصريين في تعليقاتهم على هذه الأخبار المتداولة اعلامياً في مصر: أين أختفت الحمير قبل عيد الأضحى وبعد اكتشاف ذبح مثلها في عيد الأضحى المبارك السنة الماضية?
وأين ذهبت تلك الجلود؟ وفيمَ تستخدم؟
فيما كشف البعض المطاعم التالية التي تشتري لحوم الحمير لتقديمها في الأكلات التالية… كما في التقرير ……



شبكة المدى/ مصر.. أحداث وقضايا:

تتوالى الظواهر الغريبة في مصر، وتلك الظواهر لم تقتصر على البشر حيث طالت الحيوان أيضاً.

باتت مواقع الأخبار المصرية في الآونة الأخيرة تبدي اهتماماً كبيراً بظواهر اختـ.ـفاء المواليد والأطفال ثم التقائهم بأهاليهم بعد سنوات الضـ.ـياع تلك.

ويبدي الأطفال والأهالي ردات فعل مختلفة حيال قصصهم التي يسمعونها لأول مرة ويظنون أن تلك القصص فقط باتت حكراً على القصص الخيالية وبرامج الأطفال ليتفاجؤوا بأنهم جزء من تلك القصص الخيالية.

لكن اليوم هناك قصة غريبة من نوعها أثارت ضـجة كبيرة بين المصريين وفي وسائل التواصل الاجتماعي، ولا يُعرف بالضبط إن كان سببها الفقر أم غياب الرقابة القانونية أم الفلـ.ـتان الأمـ.ـني، أم أنّ الأمر هو طـ.ـمع بالمادة وتجارة خارجية للاستفادة من مردودها الاقتصادي؟

وكتب موقع الجزيرة نت؛

ضجة تثار على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر كلما أعلن عن العثور على عدد من الحمير مذبـ.ـوحة ومنزوعة الجلد، كان آخرها منذ أيام في محافظة المنوفية شمال القاهرة، وكان أكثرها إثـ.ـارة للضـ.ـجة عندما عثر على مئات الحمير المذبـ.ـوحة في منطقة صحراوية بمحافظة بني سويف قبل سنوات.

لكن الإثارة الكبرى خلال الأيام الماضية جاءت عبر تصريحات وكيل الشعبة البيطرية في المركز القومي للبحوث الدكتور أحمد عبدون أبرزها الإعلام المحلي، والتي قال فيها إن إجمالي عدد الحمير في مصر بلغ 3.2 ملايين رأس في عام 2014، لكن العدد تقلص بشكل كبير ليصبح الآن مليون رأس فقط.

وبعد أن كان المصريون يتحدثون عن إقدام بعض ضعاف النفوس على ذبح الحمير وبيع لحومها لمحلات بيع “الكباب والكفتة” اتضح أن هناك سببا آخر لذبح هذه الحيوانات ربما أكبر من اللحم، وهو الحصول على جلودها.

ويتسائل رواد مواقع التواصل الاجتماعي المصريين في تعليقاتهم على هذه الأخبار المتداولة اعلامياً في مصر: أين أختفت الحمير قبل عيد الأضحى وبعد اكتشاف ذبح مثلها في عيد الأضحى المبارك السنة الماضية?

وكم صدّر منها للصين التي تستخدم جلودها لاستخراج عقاقير لمعالجة عدة أمراض وتأخير الشيخوخة؟ وهل كان خروجها من الأبواب الشـ.ـرعية؟ وما حقيقة ما يتردد عن استخدام جلود الحمير في مصانع الحلويات كمصدر للجيلاتين الذي يمثل بديلا رخيصا للسكر؟

أسعار خيالية

الجزيرة نت تحدثت إلى الطبيب البيطري أمين شعبان الذي بدأ بالقول مبتسما: أطمئن المصريين الذين فـ.ـزعوا من كم الحمير المذبـ.ـوحة والملقاة في الصحراء والأماكن المهجـ.ـورة أن الموضوع ليس له علاقة ببيع لحوم الحمير على أنها لحوم أبقار

فمعظم التعليقات على الحمير التي وجدت مذبـ.ـوحة في الطرق حملت ما يشير إلى أن المعلقين كانوا يعتقدون أن تلك الحمير كانت معدة للتوزيع على محال الجـ.ـزارة لبيعها للمواطنين، وهو أمر غير صحيح.

وحسب شعبان، فإن لحوم الحمير لها رائحة ولون داكن عن اللحوم الأخرى تنـ.ـفر معظم من يشمها أو يراها وتجعله يحجم عن شرائها كلحوم إن عرضها جـ.ـزارون محـ.ـتالون، ولهذا ربما يلجأ هؤلاء إلى خلطها مع لحوم أخرى لصنع الكفتة، لكن القصة الأساسية تتعلق بتجارة أكبر وأكثر ربحية بكثير تتعلق ببيع جلود الحمير وتصديرها.

وقد قرأنا -يقول شعبان- أن البورصة العالمية في الصين قد ثمنت جلد الحمار بأكثر من 470 دولارا أميركيا، أي نحو 7500 جنيه مصري، فيما سعر الحمار كاملا في مصر يتراوح بين ألفين و2500 جنيه.

مزايا طبية هائلة

بدوره، يشير أستاذ الرقـ.ـابة الصحية على اللحوم ومنتجاتها في كلية الطب البيطري بجامعة الزقازيق محمد عبد الله حسين إلى أن الصين تستخدم جلود الحمير والجيلاتين المستخرج منها كمصدر خاص لإنتاج مادة “إيجياو” (ejiao) المركب الأساسي في عقار يصنع بالأساس كمكمل للد.م المفقود.

لكن الصينيين -يضيف حسين للجزيرة نت- بدؤوا في استخدام العقار كعلاج يمنع الشيخوخة والعقم والإجـ.ـهاض، وكذلك الآثـ.ـار الجانبية للعلاج الكيمـ.ـيائي، وتصنع منها منشطات جنـ.ـسية، ومن ثم تضاعفت أسعار هذه المادة لتصل إلى أكثر من 40 أو 50 ضعفا خلال سنوات قليلة.

ومن هنا، بدأت الشركات الصينية بالتوجه إلى أسواق البلدان النامية لاستيراد جلود الحمير بأسعار مغـ.ـرية وصلت في بعض الأحيان إلى مئات الدولارات لجلد الحمار الواحد، الأمر الذي أوجد حالة من الهـ.ـوس لدى كثير من المواطنين للتجارة في جلود الحمير، على حـ.ـد قوله.

اليابان وجلود الحمير

من جانبها، تؤكد رئيسة شعبة البحوث البيطرية في المركز القومي للبحوث الدكتورة منى سعيد أن التصدير للصين رغم كبر حجمه ليس المسـ.ـؤول الوحيد عن ذبـ.ـح الحمير، فهناك كثير من مصانع مستلزمات الحلويات التي تستخدم الجلود في إنتاج الجيلاتين الذي يعد بديلا رخيصا للسكر الذي يدخل في تصنيع الحلويات، خاصة الكيك والكرز الصناعي.

وتضيف منى للجزيرة نت أن اليابان دخلت هي الأخرى على خط استيراد جلود الحمير، حيث تستخدمها في صناعة مستحضرات التجميل كون دهون جلد الحمير زيتية سائلة، وتستخلص منها كذلك دواء لمعالجة تجاعيد الوجه والجسم وصناعة الواقـ.ـيات الذكـ.ـرية.

بل إن جلود الحمير تدخل في استخدامات أخرى مفيدة جدا للبشرية في المستقبل، حيث يستخدمها الباحثون في المجال الطبي، وتحديدا في الأبحاث العلمية المتعلقة بمرض السرطان، وكيفية علاجه، على حـ.ـد قول الطبيبة البيطرية.

ورفـ.ـض أكثر من صاحب مصنع حلويات التعليق على فكرة استخدام الجيلاتين المستخرج من جلد الحمار في تصنيع الحلوى، قائلين إنهم لا يريدون المساهمة في انتشار معلومة يروج لها الإعلام والقنوات من أجل جذب المشاهدات، على حـ.ـد قولهم.

تصنيع الحلويات

من جهته، استبعد مدير فرع لأحد محال الحلويات الشهيرة إيهاب عامر صحة المعلومة المنتشرة في هذا الصدد، مؤكدا أنه لا يتصور الفكرة، متسائلا: ألم يخرج إعلامي كبير منذ سنوات وتحدث عن أن الجيلاتين يستخرج من جلود الحيوانات النافقة؟

ويكمل عامر في حواره للجزيرة نت أن كل هذا الكلام مجرد استنتاجات لا ترقى إلى المعلومة المؤكدة ولا تقدم حقيقة علمية مثبتة، ونحن نشتري الجيلاتين المستخدم في الحلويات جاهزا ولا نشعر فيه بأي شيء غير طبيعي.

وأضاف أنه إذا علمنا أن تصدير جلود الحمير للصين وغيرها يدر أرباحا خيالية فلماذا يقدم التجار على بيعه لمصنعي الجيلاتين المحليين؟ ولماذا لم ترتفع أسعار الحلويات مع الارتفاع الرهيب في أسعار تلك الجلود؟

وطبقا لتقرير نشرته منظمة “دونكي سانكنتشري” عام 2017 يبلغ عدد الحمير المذبـ.ـوحة بالصين سنويا -ومعظمها مستوردة من الدول النامية- للحصول على مادة “إيجياو” 1.8 مليون حمار من أصل العدد الإجمالي للحمير في العالم المقدر بنحو 44 مليونا.

إرسال تعليق

 
Top