0








.



.
شبكة المدى/المحرر السياسي:

حين خاض اليمنيون، مطلع عشرينيات القرن الماضي، معركتهم لتأسيس دولتهم المستقلة، عبر طرد العثمانيين ومواجهة الأطماع السعودية؛ كان الجنوب حينها يرزح تحت الاحتلال البريطاني، كما يرزح اليوم تحت الاحتلال السعودي الإماراتي.

لكن الوقت لم يطل حتى تحققت إرادة الحركة الوطنية في الشطرين: ثلاثة وعشرون عاما فقط على رحيل الاستعمار، حتى توحد الشمال والجنوب.
لا داعي للقلق، لن يرحل السعودي والإماراتي حتى يبدأ اليمنيون بالبحث عن لم الصف.
الهوية اليمنية، أياً كان الشطط في التنكر لها الآن؛ هي الضامن الرئيس والنهائي للملمة ما تبعثر ولو بعد حين.
الهوية اليمنية هي التي وقفت في وجه أطماع المملكة "السعودية" عند تأسيس الأخيرة، ولولا هذه الهوية التي حشدت اليمنيين خلف مشروع واحد لكان اليمن انتهى ولكان ما نعيش فيه الآن جزء من المملكة العربية السعودية ( يقول التاريخ إن البريطانيين كانوا ينتظرون، في صراعهم مع الشمال،  ما كانوا يعتقدونه مصيرًا محتوما: اجتياح الملك عبد العزيز لأراضي الشمال وضمها لمملكته، غير أن "الهوية" اليمنية الضاربة في التاريخ صنعت هي القدر في النهاية ووضعت حدا لتمدد مملكة ابن سعود، ونجت بنفسها وأسست دولتها في أسوأ ظرف وأسوأ أوضاع كانت تعيشها البلاد).
الأهم في مرحلة كهذه إذاً، وفِي ظل إغلاق باب التسوية السياسية، هو الحفاظ على قلب اليمن؛ قلب خارطٓتٓيْها الجغرافية والسكانية، والممتدة من صعدة إلى تعز.

إرسال تعليق

 
Top