سعت السعودية إلى تقديم نفسها كطرف محايد في الصراع، وذلك باستمرار الـ ………


شبكة المدى/متابعات يمنية: 

وصلت الحرب في اليمن إلى مرحلة الأزمة على جميع المستويات، فحسب الأمم المتحدة هناك 7 ملايين نسمة، أي ربع السكان على وشك المجاعة، ومليون شخص مصابون بالكوليرا، إلى جانب سقوط أكثر من 10.000 ضحية مدنية، هذا الوضع الإنساني المأساوي مازال قابلا للتوسع في ظل عدم وجود مؤشرات لنهاية الحرب في اليمن وضبابية التحركات الميدانية التي تقودها كل من السعودية والإمارات.

 عاصفة الحزم أنهكت المجتمع اليمني وزادت في معاناته، فما يجري حاليا في عدن من انقلاب الموالين لأبوظبي على الحكومة الشرعية، يؤكد أن الإمارات لم تذهب إلى اليمن من أجل استعادة الشرعية، ولا نُصرة الشعب اليمني المظلوم، وإنما ذهبت لتحقيق أهداف استعمارية خاصة بها، وهي تقسيم اليمن واحتلال موانئه وجزره.

ويلاحظ المتابع للشأن اليمني أنه ومنذ انفجار القتال في عدن، دخلت الإمارات طرفاً رئيسياً ضد الشرعية، سواء بدعمها العسكري أو اللوجستي للمجلس الانتقالي من خلال تشكيلاتها العسكرية الأمنية التي تحتكم لإدارتها المباشرة، أو بتغطية وسائلها الإعلامية أحداث عدن، وتوصيفها المجلس الانتقالي ممثلا وحيدا للجنوب، وتبرير استهداف الحكومة اليمنية وشرعية الرئيس هادي.

في المقابل، سعت السعودية إلى تقديم نفسها كطرف محايد في الصراع، وذلك باستمرار سياستها القائمة على مبدأ التوازن في إدارة صراعات حلفائها المحليين في اليمن.

واسترعى الوضع اليمني المتأزم والتباين الواضح في أجندة كل من السعودية والإمارات اهتمام الصحف العالمية التي تناولت في عدد من مقالاتها وتقاريرها الدمار الذي تعيشه اليمن وتأزم الوضع سيما بعد بروز صراع سعودي إماراتي، حيث تحاول السعودية، قائدة التحالف العسكري في اليمن، انطلاقاً من مسؤوليتها المباشرة أمام المجتمع الدولي النأي بنفسها عن نتائج إدارتها الحرب في اليمن، بما فيها تقويض الشرعية، كي لا تكون المسؤول الإقليمي عن انفصال الجنوب، خلافاً للإمارات.
 
Top