بعد أن أصبحت حرب السعودية مستنقع إستنزاف كبير لها، وخلقت أسوأ أزمة إنسانية في العالم للـ ………


شبكة المدى/ متابعات يمنية عربية:

أثارت التصريحات الغامضة التي أطلقتها القيادة السعودية عن قرب انتهاء الحرب في اليمن، وزعمها بأنها حققت أهدافها، تساؤلات كثيرة في الأوساط اليمنية عن ما وراء هذا التصريح.
هذه التصريحات تردد صداها في الداخل اليمني، بوضع أكثر من علامة استفهام، خاصة أن الحرب التي تقودها السعودية منذ أكثر من ثلاثة أعوام، لم تؤد، بحسب مراقبين يمنيين، إلا إلى تقوية جماعة الحوثي، واعتبروها فشلا ذريعا للسعودية والتحالف الذي تقوده في تحقيق الهدف الرئيس الذي قامت من أجله، بعد انحراف بوصلة التدخل إلى حرب على النفوذ والسيطرة بين الرياض وابوظبي في المحافظات التي تم استعادتها.

وأشار سياسيون يمنيون إلى أن ما تسمى المحافظات اليمنية المحررة تعاني انفلاتا امنيا وترديا غير مسبوق نتيجة لتقويض الإمارات لسلطة الشرعية، وعجز التحالف عن إنهاء انقلاب الحوثيين، وتجزئة اليمن بدلا من الحفاظ على أمنها واستقرارها ووحدتها وفقا للهدف المعلن.

 وفي تعليقه على تصريحات القيادة السعودية، أشار الناشط السياسي اليمني، محمد المقبلي، إلى أن هنالك مشكلة جوهرية تفصح عنها بين فترة وفترة تصريحات وخطابات قيادات التحالف العربي والسعودية تحديداً، تتمثل بعدم فهم المعركة التي يخوضونها وحيثياتها وأهدافها، وكذا إطلاق تصريحات منفصلة تماما عن واقع المعركة وطبيعتها وغياب التجهيزات والاستعدادات الميدانية التي تتناسب مع ما يجري.

واستغرب من عدم تحديد السعودية لطريقة إنهاء المعركة، هل عسكريا أم تسوية سياسية، وما طبيعية انتهائها. لكن المقبلي يعتقد أن اللجوء إلى خيار آخر غير استعادة الدولة اليمنية كاملة عسكريا، يُعتبر ضربة مزدوجة للتحالف العربي من الناحية العسكرية والسياسية.

ورأ أن اتباع ذلك الأسلوب هو مبالغة تفقد ثقة الجماهير بالخطاب، فقد سبق أن قالوا إن المعركة ستحسم في مرحلة إعادة الأمل ولم يحدث، وكذا تدمير التحالف لقوة الصاروخية للحوثيين وهو ما لم يتحقق. وحول مرحلة الضعف التي وصلت لها مليشيات الحوثي، أوضح المقبلي أن قوتهم لم تتلاش، بل انكمشت بفعل الرفض الشعبي المتنامي ضدهم، والاستنزاف العسكري الطويل، محذرا بحسب تصريح نقله عنه موقع "اليمن نت"، من خطورة عدم كسر الانقلابيين بمعركة حاسمة، كون ذلك سيجعلهم أقوى وأخطر.

أما الصحفي علي الفقيه رئيس تحرير موقع المصدر اونلاين، فلا يستبعد أن يكون هناك مفاوضات سرية تدور بهدف إنهاء الحرب وفق تسوية سياسية، ولفت إلى أن تصريح القيادة السعودية يتناقض مع الواقع، حيث لا تزال العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات واقعة تحت سيطرة الحوثيين، والمحافظات التي يفترض أنها محررة، لا يزال الرئيس الشرعي غير قادر على العودة إليها، والحكومة لا تستطيع أن تبسط سيطرتها على تلك المناطق. لكنه أكد أن “الأيام القادمة كفيلة بتقديم تفسير لحديث القيادة السعودية عن اقتراب نهاية الحرب في اليمن.

ويخوض التحالف العربي منذ مارس 2015، حربا ضد الحوثيين، في معركة كان يتوقع أن تستمر لأسابيع فقط، لكنها أصبحت مستنقع استنزاف كبير للسعودية، وتسببت في إيجاد أسوأ أزمة إنسانية في العالم لليمنيين، بحسب توصيف منظمات أممية.
 
Top