هكذا ضاعت القضية اليمنية وأختفت من شاشات التلفزيون تماماً وتناسى الجمهور العربي إخوانهم في اليمن والحرب ……… 



شبكة المدى/ إبراهيم عبدالله هديان: 

يعيش اليمنيون رمضان الرابع على التوالي تحت أزيز الطائرات السعوديه الإماراتيه التي تواصل هوايتها المفضله في قصف المدن اليمنيه وتدمير البنى التحتيه وحصد أرواح الأبرياء من اليمنيين ، وإلى جانب لهيب القذائف الجويه والأرضية يشكو هذا الشعب المظلوم من نار المعاناة والحرمان حيث يعاني ما يقارب مليون موظف يعيلون أكثر من نصف الشعب بسبب عدم صرف الرواتب للشهر العشرين  وفي ظل إنعدام الخدمات الأساسية من الصحه والكهرباء والمياه وغلاء الأسعار والمحروقات البتروليه ، وتطبيقآ للمقوله الشهيره للأديب العالمي وليم شكسبير (( هي المصائب لا تأتي فرادى )) حيث اكتملت المصائب بالإعصار البحري المعروف إعلاميآ ب مكونو  والذي ضرب جزيرة سقطرى مخلفآ ورائه دمار هائل وعشرات الشهداء والمفقودين ،،
في ظل التنافس المحموم والشديد بين القنوات الفضائية العربيه لعرض المسلسلات الرمضانيه التي لا تعد ولا تحصى ضاعت القضيه اليمنيه واختفت من شاشات التلفزيون تمامآ وتناسى الجمهور العربي إخوانهم في اليمن والحرب المنسيه هناك وما يعانيه شعب الإيمان من ويلات العدوان الخارجي والحروب الداخليه وتنامي حالات الفقر التي وصلت إلى أكثر من 80 % وانتشار الأمراض والأوبئة خاصه في الأرياف الساحليه التي تشهد اشتداد المعارك بين الفصائل المدعومه من الإمارات والسعوديه من جانب وبين الجيش واللجان الشعبيه التابعه للسلطه في صنعاء من جانب آخر والتي توسعت وتيرتها بشكل غير مسبوق على جبهات متفرقه بمحافظات مختلفه أهمها معارك الساحل الغربي بالقرب من ميناء الحديده المتنفس الوحيد لحكومه صنعاء ،،
مابين الحصار والمعاناة وارتفاع أعداد القتلى من اليمنيين في الجبهات ( من الطرفين ) في هذا الشهر الفضيل تظل العيون منتظره ومترقبه للأخبار القادمه أو المنسوبه للمبعوث الأممي مارتن غريفيث البريطاني الجنسيه الشبيه بالسلحفاه في خطواتها بطيء العمل ومتردد وضعيف في الأخذ بزمام المبادره وإطلاق مشروعه ورؤيته في كيفية جمع الأطراف المتنازعه وعودتها إلى طاولة المفاوضات وتحقيق السلام المنشود !!! تحركات خجوله يقوم بها البريطاني غريفثت ما بين الرياض ومسقط حيث يقيم مفاوضي أنصار الله والمؤتمر الشعبي لم تسفر حتى الآن عن خطوات ملموسه والتي تعكس عن تواري وإنصراف الدعم الدولي والإقليمي الذي يحتاجه المبعوث الأممي من أجل إنجاح مهمته التي يترقبها الشعب اليمني المتعطش للسلام وصمت المدافع والطائرات وعوده الأمن والأمان ،،
تغيرات دبلوماسيه كبيره على الجبهتين شملت رأس الهرم السياسي في حكومتي هادي وصنعاء ، ففي صنعاء ارتفع صيت القيادي بأنصار الله حسين العزي المعين مؤخرآ نائب وزير خارجيه صنعاء حيث يعد الرجل الأول ويعود إليه كل القرارات ورسم الطرق والتحركات السياسيه داخل الوزاره ، وفي الرياض قام هادي بخلع عبدالملك المخلافي من وزاره الخارجيه وتعيين المندوب السابق بمجلس الأمن خالد اليماني محله في خطوه فاجأت الجميع خاصه أن المخلافي يعد من الركائز الأساسية التي مهدت للعدوان السعودي ودعمته بقوه وكان أحد صقور حكومه هادي المعارضه للسلطه في صنعاء !!! تسابق محموم وغريب على القرارات الجمهوريه الكثيفه والمناصب العديده والتي تعد بالعشرات الصادره من رأس السلطتين والحكومتين في صنعاء والرياض للمؤيدين لهما في سلوك عقيم لكسب الولاءات الضيقه والعنصريه والبعيده كل البعد عن تطلعات المواطن اليمن وهمومه ورفع المعاناة عنه ،،
مابين مطرقه توسّع الحرب الداخليه وسندان الحصار وانقطاع الرواتب يعيش اليمنيين أسؤ ايامهم وأعوامهم حيث يوصف شهر رمضان الحالي بأنه الأشد قسوة وظلامآ وإيلامآ في ظل الظروف الصعبه التي يواجهونها ، فالأخبار والنشرات اليوميه المنتشره عبر الميديا ووسائل التواصل الإجتماعي القادمه من الجبهات تزيد من معاناة الشعب حيث يزف كل فريق الخسائر المقابله وأعداد قتلى الخصم بالمئات يوميآ ، والمصيبة الكبرى أن الدم المسفوك ليس سعوديآ ولا إماراتيآ ولا قطريآ ولا حتى إيراني وأمريكي بل دم يمني في ظل صراع دموي وتوسّع شرس في المعارك والجبهات المختلفه وإنعدام الرؤيه لهلال ( السلام ) الذي أخفاه السياسيين التابعين للأحزاب والمكونات المتصارعه اللاهثين وراء مصالحهم وداعمهيم وعرّابيهم الأقليميين دون النظر لليمن الوطن والإنسان والحاضر والمستقبل !!! شهر رمضان حزين يا يمن …

صحفي وسياسي مقيم بألمانيا.
 
Top