0
أقوياء نشأوا مع الحرب وسلحوا أنفسهم وتحولوا إلى أدوات للخارج وأداة لخدمة مشاريعهم في الداخل..
أبرز هؤلاء: أمراء اقتصاد الحرب "الحوثيين"، الحركات الإنفصالية، تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية، و …………


 شبكة المدى/ بقلم عدنان هاشم: 

في الخارج تبدو الحرب في اليمن المستمرة منذ سيطرة الحوثيين على السلطة في سبتمبر/أيلول2014، حربين الأولى داخلية بين الحوثيين والحكومة المعترف بها دولياً، والأخرى حرب بالوكالة بين السعودية وإيران. لكن حرب الوكالة تبدو أقل تأثيراً في اليمن مما يشاع ومما يعتقد فتأثير الأطراف اليمنية هو الرئيس وليس الداعمين الإقليميين.
هناك حروب أخرى سيئة نشأت خلال السنوات الأربع الأخيرة.
فاعلون محليون أقوياء نشأوا مع الحرب وسلحوا أنفسهم وتحولوا إلى أدوات للخارج وأداة لخدمة مشاريعهم في الداخل.
من هؤلاء الفاعلين: أمراء اقتصاد الحرب "الحوثيين"، الحركات الانفصالية، تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية.. الخ.
بفعل استمرار الحرب نشأ اقتصاد حرب موازي، ونتيجة لتقاسم المناطق بين الميليشيات وقوات الجيش فإن الاقتصاد الخفي لتهريب "البشر، الأسلحة، البضائع" يمر بخطوط فرعية نتيجة اتفاق قادة ميليشيات بينهم على مرورها مقابل مبالغ مالية تكون عالية للغاية.
فالنشطاء السياسيون في مناطق الحوثيين يحتاجون للوصول إلى مناطق سيطرة الحكومة ويمرون عبر رحلة تهريب تستمر لساعات طويلة بطرق فرعية وأموال تدفع على جانب الحوثيين، والأمر ذاته لعبور الأسلحة من مناطق الحكومة.
خلال عام 2018 أعلن أمن مأرب القبض على مقطورات تحمل أسلحة للحوثيين بما في ذلك طائرات دون طيار مرت من خلال مناطق خاضعة لسيطرة الحركات الانفصالية التي يفترض أنها تواجه الحوثيين وتدعم السلطة الشرعية.
قبل عام 2015 ظلت الحركات الانفصالية تتلقى دعماً محدوداً من إيران، لكن بعد 2015 بدلت الحركات الانفصالية ولائها للقتال إلى جانب التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن وحصلت على دعم لا محدود من الإمارات العربية المتحدة، وانضم للانفصاليين في جنوب اليمن مجموعة من السلفيين من بينهم "هاني بن بريك" أو ما تعرف ب"السلفية الجامية".
حصل الانفصاليون على وعود من الإمارات باستعادة الدولة الجنوبية التي كانت موجودة قبل الوحدة الاندماجية من شمال اليمن عام 1990م، إلى جانب الوعود تم تدريب قوة من ميليشياتهم تصل إلى 60 ألف مقاتل تدفع أبوظبي الرواتب وتدعمهم بالأسلحة والمدرعات الأمريكيَّة الحديثة. عندما قامت أبوظبي بتأسيس تلك الميليشيات قامت بتأسيسها على أسس مناطقية. يتضح ذلك من خلال الأسماء "النخبة الشبوانية" نسبة إلى محافظة شبوة "النخبة الحضرمية" نسبة إلى حضرموت والحزام الأمني في عدن والضالع وأبين. وكل منطقة قامت بتجنيد أبنائها الذين باتوا يطالبون بدولة منفصلة عن الدولة الجنوبية، ما يجعل من المحافظات الجنوبية موطناً لحروب قادمة لاستقلال عدة دول وليس دولة واحدة.
دعماً للانفصال قامت أبوظبي بتأسيس سلطة سياسية موازية في مايو/أيار 2017 عندما تم الإعلان عن المجلس الانتقالي الجنوبي كممثل لمطالب الانفصال؛ باقي فصائل الحراك الجنوبي كانت معترضة للغاية. أنشأت أبوظبي برلمان خاص بالمجلس الانتقالي اسمته "الجمعية الوطنية".
ويمثل هذا المجلس سلطة موازية للحكومة الشرعية وسيؤثر على خوض أي مشاورات سلام قادمة. تدعم الإمارات انفصال جنوب اليمن من أجل الحصول على موطئ قدم جنوب شبه الجزيرة العربية وقاعدة عسكرية متقدمة دائمة في المنطقة قرب مضيق باب المندب الحيوي والتأثير في الأمن القومي للمملكة العربية السعودية وسلطنة عمان ما يعني وجود صراع أخر بين الدول الثلاث على الأراضي اليمنية سيتطور مع الوقت.
حسب تحقيقان لـ CNN ومنظمة العفو الدولية نشرا في شهر فبراير/ شباط فإن أسلحة ومعدات خفيفة ومتوسطة وثقيلة بينها عربات أمريكية وغربية وصلت إلى تنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية في اليمن.
العام الماضي نشرت وكالة "اسوشيتد برس" تحقيقاً عن دعم إماراتي سخي لأطراف في القاعدة، وذكرت الوكالة أن أبوظبي سلمت أموالاً لتنظيم القاعدة من أجل الانسحاب من المكلا دون قِتال. كما أن مقاتلين من القاعدة كانوا ضمن ميليشيا شبه عسكرية يقودها هاني بن بريك. علاوة على الدعم الذي يمكن التنظيمين من البقاء طويلاً في حرب مع المجتمع والحكومة اليمنية بعد الحرب فالأسلحة الأمريكية التي يحصل عليها التنظيمين ليست فقط من أجل الاستخدام بل حتى من أجل دراستها ومعرفة نقاط الضعف من أجل تدميرها، وهنا خطورة وصول تلك الأسلحة لطرف ثالث غير الحلفاء.
إذن، فالتحالف العربي الذي فشل حتى الآن في تحقيق هدفه في استعادة سلطة الرئيس عبدربه منصور هادي وإعادته إلى صنعاء، أدخل اليمن في حروب متعددة ما يجعل البلاد ساحة حروب قادمة لا يمكن أن تنتهي بسهولة.

إرسال تعليق

 
Top