قال: تطوير هذه المجتمعات مرهون بتحريرها هؤلاء، ومن الهيمنة والنفوذ والوصايا التي يؤدونها، ومن فتاوى الفقهاء والوعّاظ و… إلخ.
تقديم التنازلات السياسية هو توجه وطني صادق نحو… إلخ.
نجحنا في تحويل ماليزيا إلى بلد صناعي كبير عالمياً لهذا السبب!...إلخ
مخاطباً أبناء شعبه بطلب: لا تذكروا اسمي بعد مماتي ، فقط أن تحققوا أمنيتي بعد وفاتي وهي ...إلخ.
مناشداً: "فقط تأمَّلوا لي رحلةً آمنة باتِّجاه خالِقي"...إلخ.
وأختتم: هكذا تتم المحافظة على الأوطان .. وهكذا تؤدي الأمانة التي حملها الإنسان .. وهكذا يبرئ الحاكم ساحته أمام خالقه...إلخ.
إنها معركتي الأخيرة يا إلهي، عجباً أن أخوضها بهذا العمر 93 نحو… إلخ ……
شبكة المدى/ مهاتير محمد.. منظومة "نهضة وترجُمة دين" عجز أمامها رواد السياسة وعلماء الدين:
وجه رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد رسالة لجميع الحكومات وخاصة الشعوب المنكوبة بفعل السياسات والصراع في بلدانهم ضمن رسالته التي خاطب بها أبناء شعبه بعنوان "معركتي الأخيرة".
وأبرز في دعوته التي تضمنتها رسالته أن تطور المجتمعات التي تشهد نزاعات كاليمن والعراق ولبنان وسوريا وليبيا وغيرها مرهون بتحريرها من سياسات النفوذ والهيمنة والوصايا عليها.
وأكد على أن تحرير هذه المجتمعات من هذه السياسات والنزاعات مرهون بطرد "المشايخ والفقهاء وتجار الدين من قاموس حيات الشعوب اليومية ككل.
وقال: لابد من ضرورة توجيه الجهود والطاقات إلى الملفات الحقيقية وهي "الفقر والبطالة والجوع والجهل"، معللاً ذلك بالقول: لأن الانشغال بالأيدلوجيا ومحاولة الهيمنة على المجتمع وفرض أجندات ووصايا ثقافية وفكرية عليه لن يقود إلى إلا مزيد من الاحتقان والتنازع..!!
وأفاد: فالناس مع الجوع والفقر لا يمكنك أن تطلب منهم بناء الوعي ونشر الثقافة..!!!
وقال: نحن المسلمين صرفنا أوقاتا وجهوداً كبيرة في مصارعة طواحين الهواء عبر الدخول في معارك تاريخية مثل الصراع بين السنة والشيعة وغيرها من المعارك القديمة..!!
وأستشهد لذلك بما بواقع وطابع بلاده الشامل بالقول:
نحن، في ماليزيا، بلد متعدد الأعراق والأديان والثقافات، وقعنا في حرب أهلية، ضربت بعمق أمن واستقرار المجتمع..!!!!
فخلال هذه الاضطرابات والقلاقل لم نستطع أن نضع لبنة فوق اختها..!!
فالتنمية في المجتمعات لا تتم إلا إذا حل الأمن والسلام ....
فكان لزاماً علينا الدخول في حوار مفتوح مع كل المكونات الوطنية، دون استثناء لأحد، والاتفاق على تقديم تنازلات متبادلة من قبل الجميع لكي نتمكن من توطين الاستقرار والتنمية في البلد.
وتابع: وقد نجحنا في ذلك من خلال تبني خطة 2020 لبناء ماليزيا الجديدة.
وتحركنا قدما في تحويل ماليزيا إلى بلد صناعي كبير، قادر على المنافسة في السوق العالمية، بفضل التعايش والتسامح ....
وأضاف: إن قيادة المجتمعات المسلمة، والحركة بها للأمام، ينبغي أن لا يخضع لهيمنة فتاوى الفقهاء والوعاظ..!!!
فالمجتمعات المسلمة، عندما رضخت لبعض الفتاوى والتصورات الفقهية، التي لا تتناسب مع حركة تقدم التاريخ، أصيبت بالتخلف والجهل..!!!
فالعديد من الفقهاء حرموا على الناس استخدام التليفزيون والمذياع، وركوب الدراجات، وشرب القهوة بل وجرموا تجارب عباس بن فرناس للطيران..!!!!
وقال مهاتير: إن كلام العديد من الفقهاء، “بأن قراءة القرآن كافية لتحقيق النهوض والتقدم قد أثر سلبًا على المجتمع.!! فقد انخفضت لدينا نسب العلماء في الفيزياء والكيمياء والهندسة والطب، بل بلغ الأمر، في بعض الكتابات الدينية، إلى تحريم الانشغال بهذه العلوم..!!!
وأكد مهاتير على أن حركة المجتمع لابد أن تكون جريئة وقوية، وعلى الجميع أن يُدرك أن فتاوى وأراء النخب الدينية ليست دينًا.
فنحن نُقدس النص القرآني، ولكن من الخطأ تقديس أقوال المفسرين، واعتبارها هي الأخرى دينًا واجب الاتباع..!!!
وقال مهاتير : “إن الله لا يساعد الذين لا يساعدون أنفسهم” ! فنحن المسلمين، قسمنا أنفسنا جماعات وطوائف وفرق، يقتل بعضها بعضًا بدم بارد، فأصبحت طاقتنا مُهدرة بسبب ثقافة الثأر والانتقام التي يحرص المتعصبون على نشرها في أرجاء الأمة، عبر كافة الوسائل، وبحماس زائد، ثم بعد كل هذا ذلك، نطلب من الله أن يرحمنا، ويجعل السلام والاستقرار يستوطن أرضنا..!!!!!
فذلك ضرب من الخيال، في ظل سنن الله التي يخضع لها البشر..!!!
وأضاف: لا بد من أن نساعد أنفسنا أولاً، وأن نتجاوز آلام الماضي وننحاز للمستقبل ....
فنحن هنا، في ماليزيا، قررنا أن نعبر للمستقبل، وبمشاركة كل المكونات العرقية والدينية والثقافية، دون الالتفات لعذابات ومعارك الماضي.
فنحن أبناء اليوم، وأبناء ماليزيا الموحدة، نعيش تحت سقف واحد، ومن حقنا جميعًا أن نتمتع بخيرات هذا الوطن..!!!
"دروس مستفادة لرواد السياسة"
معركتي الأخيرة
وتداول سياسيون ونشطاء على نطاق واسع نص رسالة مترجمة لرئيس الوزراء الماليزي الذي يخطف الأضواء الدكتور مهاتير محمد، وهي رسالة تم بثها عبر أنصار الرجل وتتضمن دلالات مُغرقة في الإنسانيّة، وعنوان الرسالة هو ” المعركة الأخيرة”.
وفي الرسالة قال:
"رأيت حقوق الجيل تُسرَق من زمرة الجشع التي يقودها الشيطان.. ورسالتي للماليزيين: لا تذكروا اسمي بعد مماتي.. فقط تأمَّلوا لي رحلةً آمنة باتِّجاه خالِقي".
وقال مهاتير في النص المترجم الذي حصلت عليه “شبكة المدى” بأنه “وصل إلى آخر العمر”، وما يريده فقط إنهاء ما تبقى له من العمر في ” الطاعة والسجود”.
وقال: بالرغم من هذا ما زلت قادِرًا على أن أركز في عزلتي عندما أغلق عيني، أن أرى مواطني تُساء معاملتهم، وأرى حقوق الجيل الصاعد تُسرَق من قبل أيادي الجشع التي يقودها الشيطان.
وعبر مهاتير عن قناعته بأنه فكر بأن عليه أن يفعل شيئًا مشيرا لأنه ليس من النوع الذي يلتزم الصمت ويجلس مكتوف اليدين وقال: أنظر إلى ما يقوم به أولئك من لا إحساس عندهم بالذنب.
وجاء في نص الرسالة المترجمة: يا إلهي، أعرف لماذا أطلت عمري برحمتك وعطفك حتى هذا العمر 93 سنة فمازلت أقف قويًّا وبصحة قادِرًا على التركيز في التفكير وبحيويّة لأُواجه معركتي الأخيرة.
وزاد رئيس الوزراء الماليزي: أشكرك يا الله وبإذن منك استطعت أن أحمي حقوق الشعب وأن اطيح بالمذنبين. .. بعد هذا أدعو وأنا قادر أن أغلق عيناي وببال مرتاح، أن تقابلك روحي يا خالقي بأمان.
وختم مهاتير رسالته مناجِيًا الله وقائلاً: أنّ أُمنيتي الوحيدة الا يُمدح اسمي بعد مماتي… لا داعي للذكر بعد وفاتي… اعتبر ما فعلته كزاد لي في رحلتي للقاء بك في الآخرة.
وقال: إذا أراد أي شخص أن يقول شيء ما عني، ما عليه إلا أن يدعو لي برحلةٍ آمنة لأُقابِل خالقي.
هكذا تتم المحافظة على الأوطان .. وهكذا تؤدي الأمانة التي حملها الإنسان... وهكذا يبرئ الحاكم ساحته أمام خالقه عندما يتصدي لحمل امانة حكم الناس..
إرسال تعليق