0

وقال: وعندما بات الدولار أداةً لتجويع الشعوب وإذلال الحكومات وتركيعها، وتدمير اقتصادياتها، وتآكل النظام المالي العالمي .. موضحاً: الصين لا تريد القضاء على الدولار ونفوذه بالكامل دفعة واحدة، لأنها تملك التالي.
وأكد: أن هيمنة الدولار الأمريكي وقوته مستمدة من 60 بالمئة من، إلخ ……



شبكة المدى/ يكشفها عبد الباري عطوان:
ست خطوات استراتيجية تتخذها الصين بشكل متسارع للإطاحة بالدولار وانهاء هيمنته.. فهل تنجح؟ ولماذا ننصح الأثرياء العرب بعدم ربط عملاتهم واحتياطاتهم بالعملة الامريكية؟ وما دور الكورونا في تقويض النظام المالي الحالي وتسريع البديل؟

بالنظر الى حالة الانهيار التي تواجهها عملات محلية في دول شرق أوسطية مثل الليرتين السورية واللبنانية، والريال الإيراني، والليرة التركية، لم يعد الدولار الأمريكي مجرد “عملة” وانما سلاح دمار اقتصادي شامل، خاصة لارتباطه بالعقوبات الامريكية التي بالغت الإدارة الامريكية بفرضها يمينا ويسارا، وعلى العرب والمسلمين خاصة.
الدولار بات أداة لتجويع الشعوب وإذلال الحكومات وتركيعها، وتدمير اقتصادياتها، الأمر الذي أدى إلى تصاعد الأصوات الناقدة التي تؤكد على تآكل النظام المالي العالمي الذي تأسس بعد الحرب العالمية الثانية، واعتمد العملة الامريكية عموده الفقري، والمطالبة بنظام مالي عالمي جديد تعددي، يقوم على سلة من العملات، مثل اليورو والاسترليني والين الياباني، واليوان الصيني، والروبل الروسي.
من اللافت أن هيمنة الدولار الأمريكي يستمد قوته من كونه يشكل 60 بالمئة من الاحتياطات العالمية واكثر من 85 بالمئة من حركة صرف العملات مثلما جاء في تقرير بثته وكالة الانباء الألمانية “دوتش فيله” مما يعني ان التململ من هذه الهيمنة للعملة الامريكية وصل الى قلب أوروبا، ولم يعد مقتصرا على دول “البريكس” والعالم الثالث.
من هنا لم يكن غريبا ان تكون الصين المنافس الأكبر للولايات المتحدة على زعامة الاقتصاد العالمي، رأس الحربة في السباق الذي يسود العالم حاليا لإنهاء هيمنة الدولار، وتحرير العملات العالمية من ديكتاتورية وسطوته، ووضعت استراتيجية متكاملة في هذا الصدد من عدة خطوات:
الأولى: تعزيز العملة الصينية “اليوان” وتحويلها الى عملة عالمية، وإصدار “البترو يوان” كمنافس للدولار الأمريكي.
الثانية: شراء اكبر قدر ممكن من مناجم الذهب في امريكا الجنوبية والقارة الافريقية “اليوان” وبات حجم انتاجها، أي الصين، حوالي 500 طن سنويا.
الثالثة: الاستعداد لإصدار “عملات رقمية” كبديل للعملات الورقية، وبدأت تجربتها في اربع ولايات صينية، والنتائج الأولى مشجعة.
الرابعة: تأسيس ناد عالمي للتبادل التجاري بالعملات المحلية للدول الأعضاء مثل روسيا والهند وايران وتركيا ومعظم دول “البريكس” وإقامة بورصة في شنغهاي لتداول عقود النفط “بالبترويوان” الصيني.
الخامسة: تأسيس البنك الآسيوي للاستثمار بعضوية 60 دولة وبرأسمال اولي مقداره 100 مليار دولار، لكي يكون بديلا لصندوق النقد الدولي في غضون عشر سنوات، ومن بين الدول الأعضاء روسيا ومصر والسعودية واليونان وبريطانيا والقائمة تطول.
السادسة: طريق الحرير الذي يمتد من آسيا عبر افريقيا الى أمريكا الجنوبية.
الصين لا تريد القضاء على الدولار ونفوذه بالكامل دفعة واحدة، ليس لأنها لا تستطيع، وانما أيضا لأنها تملك احتياطات واستثمارات ضخمة بالعملة الامريكية تقدر بحوالي ثلاثة ترليونات دولار معظمها في السندات الامريكية، الاستراتيجية الصينية تسعى لتحجيم الدولار، وتقليص قوته، ونفوذه، وهيمنته على الاقتصاد العالمي، وهذا احد ابرز أسباب التوتر المتصاعد بين الولايات المتحدة والصين حاليا، ومما يجعل الكثير من المراقبين يتنبأ باحتمالات تطور الحرب الباردة المشتعلة حاليا الى حرب ساخنة، وربما قبل أسابيع من الانتخابات الامريكية.ستيفن روتش، كبير الاقتصاديين السابق في بنك “مورغان ستانلي”، تنبأ بأن تنخفض قيمة الدولار بحوالي 35 بالمئة في العام المقبل 2021 بسبب تزعزع قيادة أمريكا للعالم، وفشل ادارتها في امتحان الكورونا، ومواجهته بالتالي، حيث فاقت حالات الوفاة حاجز الـ 175 الفا، والاصابات 4.7 مليون حالة، وعدم قدرتها عن اختراع امصال او علاجات فاعلة لمواجهة الفيروس، واهتزاز ثقة العالم بزعامتها.
من المؤسف ان معظم الدول العربية، والخليجية خاصة التي ربط عملاتها وتكدس احتياطاتها، او ما تبقى منها بالدولار، ستكون من ابرز الخاسرين، على عكس دول الاتحاد المغاربي (المغرب والجزائر وتونس، وموريتانيا وليبيا)، التي كانت اكثر دراية ونوعت عملات احتياطاتها، وربطت عملاتها بعدة عملات صعبة مثل اليورو والين والاسترليني الى جانب الدولار بحكم قربها من أوروبا، وربط معظم تجارتها بها.
نعترف بانحيازنا الى هذا التحرك الدولي بزعامة الصين وروسيا للإطاحة بالدولار عن عرشه المهيمن بالنظر الى استخدامه من قبل الإدارة الامريكية كسلاح لتجويع شعوب سورية ولبنان وايران وتركيا وفنزويلا، وتدمير اقتصادياتها لأنها قالت “لا” لسياسات الدعم الامريكية للاحتلال الإسرائيلي، وتمسكت باستقلالية قرارها بقدر الإمكان.الزعامة الامريكية، اقتصاديا وسياسيا وعسكريا للعالم تتآكل بشكل متسارع والحمد الله، والنظام المالي والأمني الجديد المتوقع في حال صعود متسارعة، ويهبط على قلوبنا، والمليارات من البشر من امثالنا، بردا وسلاما، نحن الذين عانينا ونعاني من الغطرسة العنصرية الامريكية.. السنوات السمان قادمة.. والأيام بيننا. 

إرسال تعليق

 
Top