شبكة المدى/ التقنية - صنعاء:
أصدرت المؤسسة العامة للاتصالات في صنعاء بياناً نفت فيه صحة ما يتم تداوله حول استنزاف أو مصادرة أرصدة مشتركي خدمات الإنترنت (ADSL وYemen 4G)، غير أن البيان لم يتضمّن أي توضيحات فنية أو أرقام أو تقارير يمكن أن تفسّر تزايد شكاوى المستخدمين خلال الأسابيع الأخيرة.
ورغم تأكيد المؤسسة أن نظام الفوترة يعمل “بدقة وشفافية”، إلا أنها لم تُقدّم أي بيانات مقارنة، أو نتائج فحص تقني مستقل، أو تفاصيل حول آلية احتساب الاستهلاك، وهو ما يترك تساؤلات المشتركين معلّقة دون إجابة واضحة.
وتأتي هذه الخطوة في وقت تتصاعد فيه شكاوى المشتركين من استنزاف سريع للأرصدة وباقات الإنترنت، دون وجود قنوات تواصل فعّالة أو حلول عملية تضمن حقوق المستخدم أو تعزّز الثقة.
ويرى متابعين أن الرد بالنفي وحده لا يكفي في ظل تكرار البلاغات واتساع نطاقها، وأن المؤسسة مطالبة بنشر تقرير فني رسمي يوضّح آلية الفوترة، ويوضح أسباب التغيّر في معدّلات الاستهلاك، بدلاً من الاكتفاء بوصم الشكاوى بأنها “شائعات”.
تزايدت خلال الأسابيع الماضية شكاوى مشتركين في خدمات الإنترنت المنزلي واللاسلكي (ADSL وYemen 4G) التي تقدمها شركة يمن نت التابعة للمؤسسة العامة للإتصالات، ما وصفوه بـ"الاستنزاف غير المبرر" لأرصدة وباقات الإنترنت، في وقت ما تزال فيه المؤسسة العامة للاتصالات تكتفي بنفي تلك الشكاوى عبر بيانات عمومية لا تتضمن معلومات فنية أو أدلة توضح حقيقة ما يجري.
ورغم انتشار بلاغات المشتركين على نطاق واسع، ووجود حالات متشابهة في مختلف المحافظات التبعة لسلطة صنعاء، فإن المؤسسة لم تعلن حتى اليوم أي نتائج لفحص تقني مستقل، أو مقارنة بيانية توضح كميات الاستهلاك قبل وبعد المشكلة، أو توضيحاً لنظام الفوترة الذي تقول إنه يعمل "بدقة وشفافية".
البيان الأخير للمؤسسة، الصادر في صنعاء، اكتفى بالحديث عن "شائعات تهدف للنيل من سمعتها" دون أن تضع اعتباراً لمشتركيها بالتراجع عن سياسة رفع التكلفة مؤخراً، ودون التطرق إلى الأسباب المحتملة لارتفاع معدلات استهلاك البيانات، أو توضيح الاختلاف بين طبيعة الاستهلاك في الشبكة اللاسلكية مقارنة بالسلكية، أو ما إذا كانت هناك تحديثات فنية أثّرت على آلية الاحتساب في أنظمتها.
مشتركون: الشكوى موحدة.. والمشكلة واحدة
عدد من المشتركين الذين رصدت شبكة المدى شكاويهم المنشورة.. أكدوا أن استهلاك الباقات أصبح أسرع من المعتاد منذ الشهرين الماضيين، رغم ثبات نمط الاستخدام.. ويقولون إن شكاواهم تُقابل عادةً بإجابات جاهزة أو إحالتها إلى "خدمة العملاء"، دون تقديم كشف تفصيلي يبين أين ذهب الرصيد وكيف احتُسب.
خبراء في شبكات الاتصالات يرون أن الشفافية لا تتحقق بالنفي، بل بتقديم بيانات قابلة للمراجعة، وتوفير أدوات للمستخدم تُمكّنه من متابعة استهلاكه لحظياً بدقة، والتصريح عن أي تحديثات فنية قد تؤثر على أنظمة المحاسبة.

إرسال تعليق