0

 


شبكة المدى/ اليمن.. وطن ينزف: 

في خطوة سياسية لافتة، أعلنت السعودية وإيران اليوم الثلاثاء عن توقيع اتفاق جديد بإشراف صيني، يؤكد التزام الأطراف الثلاثة بالمبادئ الدولية المتعلقة باليمن، وفي مقدمتها دعم الحل السياسي الشامل والحفاظ على وحدة البلاد ورفض أي مشاريع للتقسيم أو الانفصال.

وجاء الاتفاق خلال الاجتماع الثالث للجنة الثلاثية بين الصين والسعودية وإيران المنعقد في طهران، برئاسة مساعد وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي، وبحضور نائب وزير الخارجية السعودي ونائب وزير الخارجية الصيني.

وأعادت السعودية من خلال هذا الاتفاق مع إيران باشراف صيني رسم خطوط التفاهم الإقليمي بشأن الملف اليمني، بعدما كانت الإمارات قد دفعت خلال السنوات الماضية باتجاه إعلان الانفصال في جنوب اليمن عبر المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يحظى بدعمها، وسيطرتها الفعلية على معظم المحافظات الجنوبية ومواردها النفطية.

وسعت السعودية بحسب ما رشح من الاجتماع، من خلال هذا التفاهم الثلاثي إلى تحييد مساعي الانفصال عبر إشراك إيران الداعم الرئيسِ لجماعة أنصار الله (الحوثيين) في شمال البلاد في التزامات واضحة تستند إلى المرجعيات الدولية المعتمدة، بما فيها المبادرة الخليجية و قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

وأكدت الدول الثلاث في بيانها المشترك دعمها التام لجهود الأمم المتحدة الرامية إلى إنهاء الصراع، وتبنّي مسار سياسي يضمن سلاماً دائماً ويحفظ سيادة اليمن ووحدته، مشددة على أن أي ترتيبات أو حلول خارج هذا الإطار “مرفوضة وغير قابلة للدعم”.

وأُتبر هذا الاتفاق مؤشراً على تبلور موقف إقليمي جديد حيال مستقبل اليمن، يحدّ من نفوذ المشاريع المنفصلة، ويعيد فتح الباب أمام تسوية شاملة قد تضع حداً لأطول أزمات المنطقة الممتدة منذ نحو عقد من الزمن.


اليمن.. وطنٌ ينزف

ذلك الوطن الذي كان يومًا قلب الجزيرة وروحها، يقف اليوم على حافة جرحٍ لا يندمل.
نزيفه لم يعد مجرد حربٍ أو صراع نفوذ، بل سلسلة طويلة من الانقسامات، التدخلات، والجراح المفتوحة التي تتعمق كلما طال الانتظار.

من شمالٍ يرزح تحت حصار الحرب، إلى جنوبٍ تشتد فيه صراعات النفوذ وتتكاثر المشاريع المتضاربة…
يمنيون بلا رواتب، سجالات بلا نهاية، وقرى تنام على الظلام والجوع، بينما يواصل السياسيون لعبة المراهنات في ساحاتٍ لا يدفع ثمنها إلا الشعب.

ومع كل خطوة دولية، وكل اتفاق أو تفاهم جديد، يبقى اليمنيون وحدهم من يحملون عبء السنين، وأمل السلام الذي يتأرجح بين التعثر والانتظار.

هنا اليمن.. وطنٌ ينزف لكنه لم يستسلم.
وحدها إرادة الناس، وتمسكهم بوحدة الأرض والهوية، قادرة على إيقاف هذا النزيف وإعادة الحياة إلى شرايين بلدٍ يستحق أن ينهض.

إرسال تعليق

 
Top