0

 

ودعوتنا هنا إلى أولياء الأمور: آن الأوان للصحوة.. أن تحافظوا على مستقبل أمتكم في أبنائكم قبل هدره..
أن تستثمروا أموالكم التي تلقونها رسوماً باهضة ونثراً مجهولا لجامعات الفيد والكم وليس الكيف..
آن الأوان كي تتوقفوا عن إلقاء أبنائكم في فخ تعليم جامعي رسالته تجارية وأهدافه ربحية وقيمته استثمارية، وجودته خبرات ومخرجات مجهوله بلا هوية.. تعليم مشؤوم، ومستقبل مجهول، وترويج موهوم.. وجيل تائه، في مجتمع أُنتهكت معايير بناءه باغتصاب مستقبل وطموحات أبناءه ككل.. إلى نص المقال كاملاً للكاتب ……



شبكة المدى/ كتابات/ موسى المليكي:

ربما ينبغي علينا أن نتوقف لوهلة عن اتباع أوامر الأجيال السابقة والاستماع لمحاضراتهم التي تقدس الجامعة وتخبرنا بأهميتها اللانهائية، فإن أمعنا النظر بعدد خريجي الجامعات اليوم وعدد الوظائف المتاحة لهم، سوف نلاحظ تلك الفجوة التي لن تتوقف عن الاتساع إلى أن يدرك أولئك الجامعيون أن قيمتهم الوظيفية تقل بمرور الوقت، وأنهم إن أرادوا حقًّا النجاة بالمنافسة الشرسة بينهم، فعليهم أن يتعلموا المزيد من المهارات ويحصلوا على خبرات أكثر بجانب الدراسة.

لنعرف بالنقاط الآتية بشكل مفصل أكثر لأن الدراسة الجامعية لا تكفي وحدها.

غَلَبَة الكم على الكيف!

من هنا يبدأ العراك.. حيث تجد إصرار الأجيال السابقة على تطبيق خططهم على أجيالنا الحالية، ظنًّا منهم أنها سوف تصيب النجاح كما أصابوه هم حينما درسوا بالجامعة. لكنهم أغفلوا تمامًا وجود ذلك الفارق المهول بين عدد خريجي الجامعات في الماضي، وعدد خريجي الجامعات الآن.

ففي الماضي نجد أن عدد الوظائف التي تحتاج إلى دراسات جامعية تكفي الخريجين، لكن الآن لم يعد الوضع كالسابق، حيث تفوق عدد الخريجين على عدد الوظائف المتاحة، وتفوقت الآلات على الخريجين ما تسبب بتقليص الحاجة إلى العدد المهول من خريجي اليوم، وهو ما صنع الفجوة.

فإلى أولياء الأمور، ربما حان الوقت للصحوة، وتحافظوا على أموالكم التي تلقونها رسوماً باهضة لالتحاق أبنائكم في هذه الجامعة أو تلك، آن الأوان كي تتوقفوا عن إلقاء أبنائكم في فخ تعليم جامعي برزت ررسالته مؤخراً بأهداف تجارية وربحية بل استثمار مستقبل جيل ليس لمجتمعه وأمته، بل لتجار التعليم ومن يديره.
آن الأوان لتجنب وقوع الآخرين في تلك الفجوة التي تبتلع آمال وطموحات أبنائكم وسنوات أعمارهم..
ربما حان الوقت أن توجهونهم التوجه الإنتاجي الذاتي، أو بأن يتعلموا تأسيس مشاريعهم الخاصة بجانب الجامعة، وليس ترك أفكارهم عن مشاريعهم الخاصة بسبب سياسة الجامعة!

التأمين الوظيفي!

وهو أحد أبرز معايير التعليم الجامعي كما يجب أن يكون في جامعاتنا اليمنية..
سوق العمل ببساطة يحب الأموال أكثر من الوفاء، وبمجرد أن يجد رب عملك أحدًا آخر أفضل منك، وسوف يعود عليه بربح أكثر، لن يتردد حينها في إقصائك عن الوظيفة بغض النظر عما قدمته لها طوال سنواتك الماضية.

لنأخذ الأزمة الاقتصادية عام 2008 على سبيل المثال، حينما لم يتردد أصحاب الشركات في إقصاء الموظفين دون أي رحمة تجنبًا للمزيد من الخسائر، وترتب على ذلك فقدان أكتر من 30 مليون شخص وظائفهم بالولايات المتحدة فقط … هل ساعدهم التعليم الجامعي حينها؟

مستقبل موهوم..

لنتفق أن الجامعة لا تحب الإبداع، فمن منا لم يتم إخباره يومًا بأن عليه أن يجيب في الامتحان بما هو مكتوب بالكتب فقط؟

حسنًا لم لا تقوموا باستبدال عقولنا بأجهزة تسجيل؟ حينها سيكون الأمر أسهل على كليا… بالتأكيد الحفظ ضروري، لكنه لا يمكن أن يكون الوسيلة الوحيدة للتعلم؛ حيث إن الوظائف الحالية أصبحت تعتمد على الإبداع والعمل بذكاء بشكل أكبر، كما أن هناك الأطنان من الكتب خارج الجامعة بحاجة إلى أن يتم تعلمها وهو ما لا تخبرنا به الجامعة قط!

تعليم مجهول..

إن كنت تعتقد أن أساتذتك مهتمين حقًا إن تعلمت أم لا فعليك أن تعيد حساباتك، حيث إنهم أصبحوا مجرد موظفين يقومون بإلقاء المعلومات المقررة بهدف مجاراة الجدول الدراسي والحصول على الراتب آخر الشهر، غير واضعين في الاعتبار ما إذا كان أولئك الطلاب سوف يقدرون على ملاحقتهم أم لا.

حينها لن تجد غير مئات الصفحات التي يتطلب منك حفظها بأسرع ما يمكن، والعشرات من الواجبات المطلوب منك إنهاؤها كل أسبوع كي تحصل على أكبر قدر من الدرجات أنت أيضًا آخر العام، من ثم تقوم بنسيان المناهج كأن شيئًا لم يكن … الآن لتخبرني أي تعليم ذلك؟

خبرة مشؤمة..

الخبرة الوحيدة التي ستحصل عليها عندما تذهب إلى الجامعة، -حرفيًا- هي خبرة ذهابك إلى الجامعة لا أكثر!

لا تتوقع غير ذلك إن كنت على شفا الالتحاق بها، حيث إنك لن تتعلم سوى الاعتماد على نفسك إن كنت طالبًا مغتربًا يقيم بمدينة جامعية، أو طرق أفضل لتوفير أموالك من خلال استخدام المواصلات العامة كل يوم. أما بالحديث عن الخبرة العملية التي ستحتاجها بعد أن تتخرج من الجامعة كي تعمل، فلن ترى أيًّا منها طوال سنواتك الدراسية ببساطة؛ لأن الجامعة لا تعرف كيف تعلم الطلبة ذلك الأمر!

لذا إن كنت ما تزال طالبًا بالجامعة أو أوشكت على الالتحاق بها في خلال السنوات القادمة فحاول قدر الإمكان أن تتعلم بجانبها كيف تتعلم وكيف تفكر، لتتعلم بعض المهارات الجانبية أيضًا أو لتصنع عملك الخاص إن شئت… فقط لا تترك أفضل سنوات عمرك تضيع بذلك النظام التعليمي العقيم.

تصفح أيضاً:
كليات موصى بها.. اضغط الرابط…
https://www.alsahabeaah.net/2022/01/2090

………………………………………………………………………

للمشاركات والنشر والمقترحات والمبادرات والتواصل على:
777098181
………………………………………………………………………

إرسال تعليق

 
Top